معلومات وثقافة

تقرير عن الزراعة بالإمارات



كانت أغلب أراضي الإمارات قديمًا الصحراء لا تصلح للزراعة ولا يمكن أن ينمو بها سوى بعض الأعشاب الصحراوية، ولكن الآن قد تغير الوضع كثيرًا فأصبحت الإمارات ذات أراضي خضراء وخصبة تنمو بها كثير من النباتات الزراعية، وتخطو الدولة خطوات واثقة لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من النباتات الزراعية كيف حدث ذلك الأمر؟ وما الفارق بين وضع الإمارات الزراعي سابقًا ووضعها الحالي؟ نتعرف على كل ذلك فيما يلي.

الزراعة قديمًا في دولة الإمارات

الزراعة هي أساس كل الحضارات حتى في تلك الدول التي لم تمتلك الظروف المناسبة للزراعة، فالزراعة هي الأساس الذي يؤمن للشعوب غذائها:

وقد عرفت الإمارات الزراعة وقامت بها منذ وقت بعيد، فقد اعتمد الشعب قديمًا على الزراعة بالأساليب التقليدية في أماكن محددة لملائمة الظروف بها وكان من ضمنها إمارة الفجيرة، إمارة العين، رأس الخيمة، فكل تلك الأماكن شهدت نشاطًا زراعيًا منذ قديم الزمان حتى وإن كان محدودًا نظرًا لعدم توافر الظروف الزراعية الملائمة.

ولكن منذ عام 1971م وبدأت الزراعة تأخذ منحنى آخر في دولة الإمارات وشهدت تطورًا ملحوظًا، وذلك كان بتوجيهات من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فمنذ ذلك الوقت وبدء عهد جديد للزراعة في الدولة سعيًا لتحقيق الأمن الغذائي للدولة وإحداث طفرة في المجال الزراعي، بما يتناسب مع دولة بحجم دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتناسب مع رؤيتها وسعيها للتقدم في كافة المجالات.

الأهداف الزراعية التي تسعى دولة الإمارات إلى تحقيقها

تعمل دولة الإمارات على تطوير المجال الزراعي بشكل كبير، لتحقيق عدة أهداف لعل من أبرزها:

  • تحقيق الزراعة المستدامة والأمن الغذائي للدولة.
  • تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الزراعي وعدم الاعتماد الكلي على الاستيراد الخارجي.
  • توفير جميع الأغذية الزراعية التي تضمن الغذاء للبشر وللحيوانات.
  • تحقيق الحماية البيئية لدولة الإمارات.
  • زيادة الرقعة الزراعية في الدولة وتقليل مساحة الصحراء بما يحقق زيادة الإنتاج الزراعي للدولة.
  • زيادة جودة المنتج المحلي ليكون قادر على منافسة المنتجات المستوردة والعالمية الأخرى.

شاهد أيضا



التحديات الزراعية التي تواجه الدولة

تواجه دولة الإمارات عدة تحديات تعوق نجاح النشاط الزراعي بها نتيجة لندرة العوامل والمقومات الطبيعية الواجب توافرها لنجاح النشاط الزراعي بأي دولة، ومن أهم تلك المعوقات:

  • ندرة المياه العذبة: أي حضارة زراعية قامت قديمًا كانت تقوم في الأراضي الخصبة بجوار الأنهار ومصادر المياه العذبة الجارية مما يضمن توافر مصدر ماء دائم وتوافر التربة الخصبة الصالحة الزراعة.
  • طبيعة المناخ: تقع دولة الإمارات ضمن نطاق المناخ الصحراوي القاحل وذلك من الأمور التي تصعب عملية الزراعة للكثير من المحاصيل التي تحتاج إلى ظروف مناخية ملائمة، فالمناخ الصحراوي القاحل يحد من إمكانية تنوع المحاصيل الزراعية.
  • نقص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة: نسبة كبيرة من أراضي الدولة ذات طبيعة جافة، وغير مخصصة للزراعة نظرًا لطبيعتها وارتفاع نسبة الملوحة في التربة.

تطور الزراعة في دولة الإمارات العربية المتحدة

كما ذكرنا فمنذ عام 1971م، وبدأت دولة الإمارات تتخذ إجراءات قوية وفعالة لمواجهة كافة التحديات الزراعية وإصلاحها لتكون الدولة على قدر عالي من التطور والتقدم في المجال الزراعي، ومن أهم الخطوات الفعالة التي اتخذتها الدولة ما يلي:

  • الاعتماد على الأنظمة الزراعية الحديثة بدلًا من الأنظمة القديمة التي لا تعطي النتائج المرجوة ولا تكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
  • التحول إلى أسلوب الزراعة المائية بدلًا من استخدام التربة الزراعية وذلك نظرًا لمشاكل التربة والتي من أهمها زيادة نسبة الملوحة.
  • زيادة التركيز على الأبحاث العلمية المتعلقة بالمجال الزراعي بوجود حلول ابتكارية للمشكلات التي تواجهه.
  • التوجه إلى استخدام نظم الري الحديثة والتي تعتمد على استخدام كميات قليلة من الماء مع أمثل توزيع لها لتغطي مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية وذلك لتوفير استهلاك المياه في زراعة الأراضي وذلك لحل مشكلة ندرة المياه العذبة.
  • العمل على تطوير البرامج المستخدمة في مكافحة الآفات الزراعية وعلاجها.

الوضع الزراعي في دولة الإمارات قديما وحديثا.

والآن بعدما بذلت الدولة جهدًا كبيرًا لمعالجة كافة العراقيل التي تواجه القطاع الزراعي، يمكننا أن نلاحظ الفارق الكبير بين الوضع الزراعي للدولة قديمًا وحديثًا:

وضع الزراعة قديمًا وضع الزراعة حديثًا
عدد المزارع بالدولة  4000 مزرعة وفقا لعام 1971 ميلاديا.  خمسة وثلاثين، 1704. مزرعة وفقا لعام 2011.
أنظمة الري  الري بالغمر والطرق التقليدية  الري بالرش والتنقيط، والنافورة.
التربة المستخدمة تربة الأراضي الزراعية.  الزراعة المائية والزراعة العضوية.
الآلات المستخدمة آلات الحرث، والزراعة القديمة، والحيوانات  آلات مستحدثة تصلح للمساحات الزراعية الشاسعة
 الأسمدة المستخدمة  الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، والأسمدة المصنعة الاعتماد على الأسمدة العضوية، الأسمدة الطبيعية

وبذلك فمن خلال تلك النقاط بسيطة نكون قد لاحظنا التطور الكبير، والفارق الذي حدث بين نظم الزراعة القديمة التي كان يتم الاعتماد عليها سابقًا، ونظم الزراعة الحديثة في دولة الإمارات والتي شهدت تطورًا كبيرًا ناتج عن الكثير من الأبحاث العلمية والجهود الدؤوبة لجميع العاملين على القطاع الزراعي لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي للدولة.



هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *