منوعات

6 قصص أطفال شيقة قبل النوم



عندما تحين ساعة نوم الأطفال، نجد أن مطالبهم تزيد بشكل كبير، وهو الأمر الذي ينتج عن عدم رغبتهم في النوم، مما يتسبب في شعور الأم بالإحباط، لكن إن قررت أن تجعل وقت النوم شيقًا، فستجد أن النتيجة مختلفة جدًا، لذا دعونا نتعرف سويًا على العديد من القصص التي من الممكن أن تجرب الأم أن تسردها لأبناءها قبل النوم، لترى تأثيرها السحري عليهم، بجانب أنها تغذي عقولهم وتنمي تفكيرهم.

قصص أطفال رائعة قبل النوم

نقدم لك الآن من خلال السطور القادمة الكثير من القصص المسلية التي تحمل المباديء النبيلة، والتي يستمتع الأطفال بسماعها قبل النوم، لينعموا بليل هاديء ودافيء.

قصة الأسد الظالم والقرد

يحكى أنه كان هناك أسد ظالم، يسير بين الحيوانات بزئيره المرتفع، يتسبب في إخافتهم وإثارة الذعر في قلوبهم، فيأكل طعامهم دون شفقة أو رحمة، وفي يوم من الأيام، ذهب إليه القرد مستنكرًا ما يقوم به من ظلم للحيوانات الضعيفة، قائلًا له: يا ملك الغابة، ما الذي تفعله؟

أليس من المفترض أن تكون أنت قدوتنا، ولا تجور على أحد منا، ولا تجعل الظلم منتصرًا، وأنت تعلم أنه مهما طال الظلم، فإنه ولابد أن ينتصر الحق في النهاية، كيف لك أن تأخذ قوت يوم الحيوانات التي تخرج في الصباح الباكر من أجل جلبه لنفسها وأبناءها.

ضحك الأسد باستهزاء من كلام القرد، وقال له: من أنت أيها الأحمق لتتحدث معي هكذا، فأنت مجرد قرد ضعيف لا حول له ولا قوة، لن أقوم بسجنك، ولكن من اليوم لن أضطر إلى أخذ طعامك وطعام الحيوانات الأخرى في جولتي التي أقوم بها يوميًا.

بل سأجلس على عرشي، فأنا ملك الغابة، وتأتون إلي بكل ما تملكون من طعام، ومن لا يفعل سوف أقوم بسجنه إلى أن يموت وأجعل منه بعد طعامًا شهيًا لحراسي، هيا اغرب عن وجهي.

ذهب القرد وهو يستشيط غضبًا، ما الذي يمكنه أن يفعله مع ملك الغابة الظالم، وفي المساء خرج القرد متعسسًا، من أجل أن يتأكد أن الأسد قد غط في نوم عميق، واجتمع بكافة الحيوانات، قائلًا لهم:



هل يمكننا الصبر على ذلك الوضع، نجمع الطعام لنا ولأولادنا في الصباح الباكر، ثم يأتي الأسد بكل سهولة ويتناوله، وزاد الأمر عن حده، ويأمرنا الآن بأن نقوم بالذهاب إلى عرينه كل يوم وإعطائه طعامنا، وإما ذلك أو السجن والموت.

هل هذا يعقل؟ هل يجب أنو نوافق على تلك المهزلة؟ أجابه الفيل: يا أيها القرد، هو ملك الغابة، وأكثر الحيوانات شراسة، من منا يستطيع أن يقف أمامه، قال له القرد: القوة ليست في العضلات يا أيها الفيل، وينبغي علينا ألا نسكت على حقنا، كل ما أطلبه منكم، أن تجعلوه يقف أسفل الشجرة الكبيرة التي تتوسط الغابة، ودعوا باقي الأمر لي.

بالفعل ذهبت مجموعة كبيرة من الحيوانات إلى عرين الأسد في الوقت الظهيرة دون أن يأخذوا معهم من طعامهم شيئًا، فاستقبلهم الأسد بوجه غاضب قائلًا: أين الطعام؟ أجابه الحصان قائلًا: إنه كثير جدًا أيها الملك، لم نقوى على حمله، وأنت ملك الغابة القوي، فتعال معنا لتراه أسفل الشجرة الكبيرة وتأكل منه ما تشاء.

قال لهم: حسنًا، ولكن أين القرد، أنا لا أراه بينكم، قالت له النعامة: لم نره منذ أمس، من الممكن أن يكون مريضًا، فلم يقوى على الخروج وجمع الطعام، قال لها الأسد: لا يعنيني أمر مرضه، إن لم يأتيني بالطعام فسوف أسجنه، ولكن سأذهب معكم الآن وأنظر في أمر القرد لاحقًا.

بالفعل ذهب الأسد مع الحيوانات، ولما وصل لم يجد الطعام، قال لهم: أين الطعام الذي قلتم أنه هنا، في تلك الأثناء كان القرد أعلى الشجرة، قال للأسد: إنه هنا أيها الملك، نظر الأسد إلى الأعلى وقال للقرد بغضب: كيف للطعام أن يكون فوق الشجرة؟ قال له القرد: ألا تصدقني؟ افتح فمك والتقط أشهى الطعام، على أن تغلق عينيك وتخبرنا ما هذا الطعام اللذيذ.

بالفعل وافق الأسد على كلام القرد، وأغلق عينيه، وفتح فمه وهو في غاية السعادة منتظرًا الطعام، وهنا ألقى القرد قطعة خشبية لها الأطراف الحادة داخل فم الأسد، والتي نزلت مسرعة إلى جوفه عالقة فيه، حينها تألم الأسد كثيرًا وفتح فمه وأخرج صوت زئير لكنه لم يتمكن من التحدث، وخارت قوته من شدة الألم.

هنا نزل القرد من على الشجرة وقال للأسد: أتعلم كم أنت ضعيف الآن، كنت تتجبر علينا وتستحل طعامنا ونبيت دون أن نأكل، وقلت لك أن الحق سينتصر في النهاية، لن ننقذك، ومن اليوم نحن أحرار، وتركت الحيوانات كلها ملك الغابة ورحلت في سعادة وهي تهتف للقرد، بينما ظل الأسد ينزف إلى أن مات، ومات معه الظلم.

قصة الصديق الوفي

يحكى أنه كان هناك صديقين يحبان بعضهما البعض كثيرًا، وفي يوم من الأيام قررا الذهاب في رحلة استجمام، حيث الأجواء البدوية، والرمال والبحيرات، قام كل منهما بتجهيز حقيبته وتقابلا في الصباح الباكر.



في الطريق تشاجر الصديقان، واحتد الأمر بينهما إلى أن صفع أحدهما الآخر، وهنا شعر الشخص الذي تم صفعه بإهانة كبيرة، وكتب على رمال الصحراء ” اليوم أقرب صديق إلى قلبي قام بصفعي”.

أكمل الصديقين طريقهما واتجها ناحية واحة ما، وجدا أن المناخ هناك ملائم للانسجام والسباحة، وفقررا نزول الماء كي يهربا من ارتفاع درجة الحرارة في الأجواء الصحراوية، وعندما نزل من قام الآخر بصفعه، انزلقت قدمه في مستنقع داخل الواحة، وكان على مشارف الغرق، هنا قام صديقه بإنقاذه على الفور، دون أن يفكر أنه من الممكن أن يغرق، في تلك اللحظو قام الصديق الذي تم إنقاذه بالكتابة على الصخر، حيث نقش العبارة التالية: ” اليوم أقرب صديق إلى قلبي أنقذني من الغرق والموت المحتم”.

سأله صديقه: لم كتبت العبارة الأولى على الرمال، بينما كتبت تلك العبارة على الصخر، قال: عندما تعرضت للإساءة منك، قررت أن أكتبها على الرمال كي تمحوها الرياح، أما عندما أنقذت حياتي، وددت أن أنقش ما حدث على الصخر، حتى يظل الأثر باقيًا طوال العمر.

المغزى أنه ينبغي أن نتسامح ونغفر من أجل بقاء الود، ولا يبقى في قلوبنا سوى الخير الذي قام به أي من الأشخاص من أجلنا.

قصة النمر وفرس النهر

يحكى أنه في إحدى الغابات أتى نمر يبحث عن الطعام، فهو يتضور جوعًا ولا يجد ما يأكل، فوقف حزينًا على ضفة النهر، وهنا وجد أنه هناك عدد كبير من الغزلان على الضفة الثانية من النهر، فقال في قرارة نفسه: ليتني هناك فأستطيع أن أنقض على أي من تلك الغزلان، وأتناول أشهى الوجبات الطازجة.

لكن هل سأقف مكتوف الأيدي هكذا، لا أجد طريقة تقوم بإيصالي إلى الضفة الأخرى من النهر؟ ظل يحدث نفسه إلى أن ظهر أمامه فرس النهر وهو يسبح مستمتعًا، فخطرت له فكرة خبيثة للغاية.

قال لفرس النهر: أهلا بك يا أخي، كيف حالك؟ أجابه فرس النهر: أنا بخير، ولكن كيف تقول لي يا أخي؟ أنت نمر ولست من فصيلتي، قال له النمر: لا أنا من فصيلتك، ولكن من دولة أخرى ينمو فيها فرس النهر نحيلًا وله شكل النمر.

أومأ فرس النهر رأسه كما لو أنه مصدقًا النمر، لكنه في قرارة نفسه يعلم أنه كاذب، فأراد أن يلقنه درسًا لن ينساه، قال له: حسنًا، أخبرني كيف لي أن أساعدك بما أنك من فصيلتي؟



قال النمر: لا شيء سوى أنني أريدك أن تنقلني إلى الضفة الأخرى من النهر، فأنا متعب ولا أقوى على السباحة الآن، قال له فرس النهر: حسنًا سأنقلك إلى الضفة الأخرى، هيا اصعد على ظهرى وتشبث جيدًا.

بالفعل سبح فرس النهر وعلى ظهره النمر، وفي منتصف الطريق، قال فرس النهر للنمر، هل أنت متأكد من أنك تستطيع السباحة لأنك من فصيلتي؟ قال النمر وهو يشعر بالارتباك: نعم يا أخي، قال له فرس النهر: إذن سأقوم بإنزالك، فقد تعبت من السباحة وأنت على ظهري.

لم يبق على الضفة الثانية سوى القليل، يمكنك أن تسبح تلك المسافة الصغيرة، ولم ينتظر فرس النهر رد النمر، فغاص في أعماق النهر، تاركًا النمر يغوص في الماء، هنا أدرك النمر أنه في خطر نتيجة الكذب.

فظل يحرك أقدامه بقوة وخوف إلى أن وصل للضفة الثانية بعد أن أوشك على الغرق، من هنا قرر ألا يقوم بمثل تلك الأكاذيب مرة أخرى، حتى لا تكون نهاية الأمر سيئة، فالكذب لا يؤدي سوى إلى الهلاك.

قصة الأب وولديه الكسولين

يحكى أنه كان هناك رجلًا بستانيًا مسن، ولديه ولدين، لكنهما كسولين للغاية، لا يقومان بمساعدته على الإطلاق على الرغم من أنه طلب منهما ذلك مرارًا وتكرارًا، إلا أنهما في كل مرة يقوم فيها الأب بذلك، إما يتذمران، أو يتهربان من العمل بحجة أن لدى كل منهما مشاغل أخرى.

كان الأب يحزن كثيرًا من أجل ذلك، فهو لا يدخر جهدًا لإسعادهم، ومع ذلك لا يقفون إلى جواره، مرت الأيام، وأصابت الأب وعكة صحية كبيرة، ألزمته الفراش، ولم تعد له القدرة على الذهاب إلى البستان والاعتناء به.

الولدان لا يزالا على حالهما لا يحركان ساكنًا، حتى بعد مرض الأب، مما جعل البستان في أسوأ حال له، وهنا حزن الأب كثيرًا، مما كان سببًا في زيادة مرضه، وهو الأمر الذي جعله يشعر بأن أجله قد اقترب.

قام حينها الأب بجمع ولديه كي يلقنهما درسًا، فقال لهما إنه يملك كنزًا كبيرًا، قد قام بدفنه في البستان، لكنه لا يعلم الموقع الذي دفن فيه الكنز تحديدًا، وعليهما البحث عنه واستخراجه، مكما طلب منهما ألا يقوما ببيع البستانإن توفاه الله، حتى لا يكون ذلك سببًا في أن يذهب الكنز إلى آخرين.



أخذ الولدان يفكران طوال الليل فيما سيقومان به من أجل استخراج الكنز، وفي صباح اليوم التالي خرجا باكرًا من أجل التنقيب عنه في كافة أنحاء البستان، حيث بدأ كل منهما أن ينبش بمعداته، ويحرث الأرض دون جدوى.

ظل كل منهما يقوم بذلك يوميًا أملًا في الوصول إلى الكنز، إلا أنها لاحظا أنه جراء ما يقومان به، فإن البستان عادت إليه الحياة وبدأت ثمار البرتقال في الظهور، ومرت الأيام وقاما بجمع محصول البرتقال وبيعه بالمبالغ الطائلة وهنا أدرك كل منهما أن الكنز الذي كان يتحدث عنه الأب هو العمل بجد واجتهاد من أجل الحصول على المال.

هنا تعلم الولدان الدرس جيدًا، وشكرا الأب كثيرًا الذي تحسنت صحته تدريجيًا، وأصبح يشرف على العمل الذي يقوم به الأبناء، بينما تعلم كل منهما أنه من الضروري أن يكون للرجل الهدف السامي الذي يسعى لتحقيقه.

كما أنه لا ينبغي على أية فرد أن يكون كسولًا ينتظر أن تأتي أحلامه له على طبق من فضة، بل يجب عليه أن يعمل ويكد ويجتهد حتى يصل إلى ما يريد.

قصة الفأرين والثعلب المكار

في يوم من الأيام مر الثعلب المكار على شجرة ما، فسمع أسفل منها أنه هناك فأرين يتشاجران، فقال لهما: مهلًا، ما المشكلة التي تتسبب في ذلك الشجار، قال له أحدهما: وجدنا تلك القطعة من الجبن، وأردنا أن نتقاسمها، على ألا يأخذ أي منا قطعة أكبر منا الآخر، إلا أنه لا يقوم بتقسيمها بالعدل وأراد أن يأكل أكثر مني، فقال لهما الثعلب المكار: دعوني أساعدكما وأعطوني قطع الجبن وسأحل لكما المشكلة.

وافق الفأران على الفور، وأعطوا الثعلب المكار الجبن، قال الثعلب المكار: حقًا إن تلك القطعة أكبر من الأخرى، إذن اسمحوا لي بتناول قطعة من الكبيرة إلى أن تتساوى مع الأخرى، وبالفعل قام الثعلب المكار بأخذ قطعة من الجبن، إلا أنه جعلها أصغر من الأخرى.

هنا اعتذر الثعلب المكار عما حدث، وقال أنه سيأكل قطعة من الأخرى كي يكون هناك قطعتين متساويتين، إلا أنه كرر الأمر مرة أخرى، وظل على هذه الحال إلى أكل الجبن كله، وهنا ضحك الثعلب ساخرًا، وفر هاربًا بسرعة، ولم يتمكن الفأران من اللحاق به.

هنا أدرك كل منهما أنه قد تم خداعه من قبل الثعلب المكار، وأنه كان من الضروري أن يقوما بحل مشكلتهما بأنفسهما، دون أن يتدخل أي من الأشخاص في تلك المشكلة.



قصة الأرانب الصغيرة

يحكى أنه كان هناك ثلاثة أرانب صغيرة، قالت لهم أمهم، أنا سوف أخرج كي أجلب لكم الطعام، لا تقتربوا من الباب ولا تفكرون في الخروج، فأنهم صغار والعالم كبير جدصا، وأخاف عليكم، وودعتهم وخرجت.

ما إن مر بعض الوقت، وإذ بواحد من الأبناء قال للآخرين: لما لا نخرج، لنا أربعة أرجل مثل أمنا، ونستطيع الركض، ولنعود مبكرًا، بالفعل اقتنع الآخرين وخرجت الأرانب تركض وتقفز مستمتعة، إلى أن رأوا صندوقًا مليئًا بالجزر، فرحوا كثيرًا وقفزوا داخله.

هنا تناثر الجزر كله أرضًا، وفوجئت الأرانب بامرأة تمسكهم من آذانهم وتصرخ قائلة: لقد أضعتم عناء يوم كامل الآن، سأقوم بحبسكم داخل الحديقة، ما الذي أخرجكم من المنزل وأنتم لا تزالون صغارًا هكذا.

بكت الأرانب مما جعل المرأة تفتح لهم باب الحديقة وهي تقول: اذهبوا ولا أريد أن أراكم هنا مرة أخرى، وعادت الأرانب مسرعة إلى البيت، وما إن وصلوا، حتى وحدوا أمهم تبكي بشدة.

فما إن رأتهم حتى احتضنتهم وقالت لهم: لم لم تسمعوا كلامي وخرجتم من البيت، ظننت أن مكروهًا قد أصابكم، وأنني لن أراكم مرة أخرى، قال لها أحد الأبناء: لم نكن نعلم أن العالم خارجًا كبير إلى هذا الحد يا أمي، وأردنا أن نتنزه فقط، وشرع أن يحكي لها ما حدث معهم.

قالت الأم: كنت أنوي معابقتكم، لكن يبدو أنكم تعلمتم الدرس جيدًا، ولن تخالفوا أوامري مرة أخرى، فأنا أحبكم وأعلم أن الأمان فيما أقوله لكم.

من خلال ما سبق تعرفنا على الكثير من القصص التي من الممكن قولها للأطفال قبل النوم، كونها تحتوي على العديد من القيم والمباديء وتنمي من مداركهم وتساعدهم على أخذ قسط من الراحة في هدوء تام.

هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *