معلومات وثقافة

على ماذا تدل كثرة الرؤى



الأحلام والرؤى من أكثر ما يشغل عقل الأنسان، ويخلط بينهما عدد كبير من الأشخاص على الرغم من الاختلاف بينهما، فالرؤية تكون بشرى من الله سبحانه وتعالى وتتضمن رسالة واضحة للرائي، وتكرار الرؤى الحميدة أو الاحلام السيئة لدى الشخص يجعله يفكر في دلالة هذا الأمر وإذا كان يشير إلى صلاح حاله أم لا، ولذلك نجيب في هذا المقال بالتفصيل عن سؤال على ماذا تدل كثرة الرؤى، مع التعرف على الفرق بين الرؤية والحلم.

الفرق بين الحلم والرؤية

يخلط الكثير من الناس بين الرؤى والحلم فيظنون أن كل ما يرونه في المنام يكون رؤى ويكون علامة على ما قد يحدث في الواقع، ولكن هذا أمر خاطئ تمامًا فهناك فرق كبير بين الرؤية والحلم، وإن كان كلاهما يأتي في النوم ولكل الناس ولكن شتان بين هذا وذاك.

فالحلم قد يكون من الشيطان لإحزان المؤمن أو ليكدر عليه حياته، وقد يكون من نفس الإنسان نتيجة التفكير في أمر ما وانشغال العقل به، فيكون الحلم نشاط طبيعي للعقل أثناء فترة النوم، والحلم لا يركز على أمر معين، قد يضم عدة مواضيع وعدة أشخاص ولا يهدف إلى أمر ما.

أما الرؤية فتكون صادقة وواضحة، وتركز على أمر معين ومحدد، والرؤية تكون من الله -سبحانه وتعالى- فتكون بشرى أو تنبيه لأمر ما، وهي تحمل الخير للرائي، وليس للشيطان دخل بها.

أنواع الرؤيا

والرؤيا أنواع وقد أوضحها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم في الأحاديث النبوية الشريفة، ففي صحيح مسلم: الرؤيا ثلاثة: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس.

وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: الرؤيا ثلاثة: منها تهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. رواه ابن ماجه عن عوف بن مالك.



فالرؤيا أو ما يراه الشخص في المنام مقسم إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول وهو الرؤية الصالحة التي يمن الله بها على عبادة وهي بشرى من الله، والنوع الثاني من حديث النفس ويقصد بذلك إنها تكون مما يفكر به الشخص كثيرًا في واقعه، فيكون ذلك ناتج من عقل الإنسان نتيجة تعلقه بأمر ما وكثرة التفكير به، والنوع الثالث رؤية تحزين من الشيطان ويقصد بها إنها أحلام من الشيطان لإحزان بني آدم وجعلهم يشعرون بالخوف والكآبة وكل ما هو سيء.

والواجب فعله عند الاحلام السيئة أن يقوم الشخص بالبصق عن يساره ثلاث مرات ولا يقص رؤياه على أحد، ويقوم يتوضأ ويصلي كما أخبرنا سيدنا محمد -صلوات ربي وسلامه عليه- فقد قال سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: (إذَا رَأى أحَدُكُم الرُّؤيا يَكْرَهُها فلْيبصُقْ عَن يَسَارِهِ ثَلاَثًا، وْليَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيَطانِ ثَلاثاَ، وليَتَحوَّل عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ) رواه مسلم.

على ماذا تدل كثرة الرؤى

ويظن بعض الأشخاص أن كثرة الرؤى تدل على أمر ما، فيعتقدون أن كثرة الرؤى الصالحة دليل على صلاح الشخص وكثرة الاحلام السيئة دليل على فساده، ولكن الأمر ليس كذلك.

بالطبع الرؤية الصالحة هي أحد جنود الله، ولكن لا يشترط أن تدل الرؤية الصالحة على صلاح الشخص الرائي، فالرؤى لا تقتصر على أشخاص بعينهم فقد تكون للصالح والفاسد أيضًا، حتى إن الكفار قد يرون الرؤى الصالحة، وصح عن ابن عمرو بن الخطاب -رضي الله عنهما-: (كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم وكنت غلاما شابا أعزب…….(  فالمقصود أنه لم يرى رؤية ليقصها على النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك الوقت.

ولكن تكرار الرؤى الصالحة قد تكون علامة على صلاح الرائي، فقد أخبر رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وقال: (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ ‌رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، ‌وَأَصْدَقُكُمْ ‌رُؤْيَا ‌أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا) أخرجه مسلم، فيرجي أن تكون الرؤى الصالحة التي يراها الرائي تكون من علامات الصلاح.

ماذا افعل عندما أرى رؤية صالحة في المنام

الرؤى الصالحة تكون رزق من الله -سبحانه وتعالى- ولكن هناك الكثير من الأشخاص لا يعلمون ماذا يفعلون عند رؤية الرؤيا الصالحة وهو ما سنوضحه كما أوضحه ديننا الحنيف:



  • الرؤية الصالحة هي بشرى من الله، فمن رأى رؤية صالحة في منامه عليه أن يحمد الله عليها ويشكره.
  • يمكن أن يقص الرائي على من يحبه ويثق به بما رأي، ولكن يكون شخص لا يحسد ولا يكره والخير للرائي.
  • ويمكن لصاحب الرؤية ألا يتحدث بها أمام أي شخص إذا كان يخشى الحسد أو كان لا يثق بشخص، فذلك يعود إلى صاحب الرؤية تمامًا.
  • فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: إذا رَأى أَحدُكُم رُؤْيَا يُحبُّهَا فَإنَّما هِيَ مِنَ اللهِ تَعَالَى فَليَحْمَدِ اللهَ عَلَيهَا وَلْيُحُدِّثْ بها، وذكر وفي رواية أخرى لا يحدث بها إلا من يحب.

في الختام فالرؤية الصالحة هي رزق من الله وتجعل الرائي يبصر بما حوله ويكون بعدها الشخص مطمئن ويشعر بالراحة والسلام، ولكن لا تدل كثرة الرؤى على شيء بحد ذاته كما ذكرنا فهي ليست علامة لصلاح الشخص أو فساده، ولكنها رزق يمن الله به على من يشاء.

هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *